ومفتاح المتربة ولقاح المتعبة وشيمة العجزة الجَهلة وشنشنة الوكلة النكلة وما اشتار العسل مَن اختار الكسل ولا ملأ الراحة مَن استوطأ الراحة. والخور صنو الكسل وسبب الفشل ومبطأة للعمل ومخيَبة للأمل»
والنشاط يوصل الإنسان إلى أعلى مراقي النجاح مهما حال دونهُ من الموانع ومن اتَّصف بهِ سبق المتكلين على مواهبهم غير معرِّض نفسهُ للفشل مثلهم. والموهبة من النشاط كالأهلية من الإرادة. فإذا كان الإنسان أهلًا لأن يعمل عملًا ما فلا يعملهُ ما لم يكن مريداً. وكما أنَّ الإرادة هي التي تعمل كذلك النشاط هو العامل فينا وهو الإنسان الأدبي. والأمل الحقيقي مبني على النشاط. قال الشاعر ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل وقال ابن سيراخ «ويل لخائر العزم». فلا بركة تضاهي ثبات العزم وحسن الرجاءِ فإنهُ وإنْ خابت أكثر مساعي الإنسان يبقى باله مطمئناً بأنهُ قد فعل ما في طاقتهِ. ومَن يضع ملاك الأمل نصب عينيهِ يحتمل المتاعب بالصبر الجميل ويلقَ المحن متهللًا مسروراً. وأتعب الناس وأكثرهم شقاءً من قصرت مقدرتهُ واتسعت مطامعهُ
ومن كان غذاؤهُ الأماني عاش خائر القوى. وأكثر الناس تعرضاً لهذا الداء العضال هم الشبان فيجب أنْ يُدرَّبوا من صغرهم على إخراج كل شيءِ من حيز الأمل إلى حيز العمل
قال أري شفر لا شيء يثمر إلا بتعب العقل والجسد. والحياة جهاد مستمر كما أرى بنفسي وما فخري إلا بنشاطي فإن عزيز النفس شريف المطالب يستطيع أنْ يفعل كل ما يشاءُ. وقال هيو ملر «إنَّ المدرسة الوحيدة التي تعلمتُ فيها العلم الحقيقي هي مدرسة العالم التي يُعلِّم فيها التعب والعناءُ معلمان صارمان ولكن شريفان». ومن يتردد في عملهِ ولا يقتحم المصاعب بقدم راسخة وعزيمة ماضية تحبط مساعيهِ