صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٤٩
في العمل وأعيان الأمة

القفراء فيموتوا جوعاً فطرحوا سلاحهم وتوسلوا إليهِ أنْ يردهم إلى السفينة ويعفوا عن ذنبهم فعفا عنهم وردهم. وحالما استطاع ترك المتذمرين منهم تركهم واستخدم غيرهم مكانهم. وحينئذٍ رأى نفسهُ مضطرًّا أنْ يرجع إلى إنكلترا لكي يصلح السفينة فرجع وعرض كيفية بحثه على وزير البحر. وكانت الحكومة وقتئذٍ في اضطراب فلم تسمح لهُ بمركب آخر ولكنه لم يعدل عن عزمهِ بل أخذ يحث الأغنياءَ والشرفاءَ على مساعدتهِ في هذا المشروع وانشاءِ لجنة لذلك وما زال يقرع آذانهم مدة أربع سنوات حتى انتظمت لجنة لهذا العمل رئيسها دوق البمارل ابن الجنرال مُنك وجمعت له الأموال اللازمة. فكان سفرهُ الثاني ناجحاً مثل سفر فولي لأنه وصل سريعاً إلى بورت ده لابلاتا في جوار الصخور التي كان يظن أنَّ السفينة الإسبانيولية انكسرت عليها وبنى قارباً يسع ثمانية مجاذيف أو عشرة وكان يعمل فيهِ بنفسهِ ويقال إنه اخترع آلة تشبه ناقوس الغواصين ولم يكن هو أوَّل من اخترعها ولكنهُ لم يكن عارفاً بها والمرجح أنَّ اختراعهُ إياها من باب توارد الخواطر. واستخدم أيضاً غواصين من الهنود لأنهم أقدر من غيرهم على الغوص فبقي الغواصون يغوصون ويبحثون في قاع البحر عدة أسابيع على غير فائدة. وذات يوم كان واحد من الملاحين يتطلع إلى البحر وهو في القارب فنظر في العمق نوعاً من النبات غريب المنظر نامياً في شيءِ كنقر الصخر فطلب إلى غوَّاص هندي أنْ يغوص ويأتي بهِ فغاص ولما طلع إلى وجه الماءِ قال إنه رأى كثيراً من المدافع فلم يصدق أحد قولهُ ولكنهم وجدوا لدى الفحص أنهُ مصيب ثم وجد واحد من الغواصين سبيكة كبيرة من الفضة فلما رآها فبس قال الحمد لله قد نجحت مساعينا ثم أنزل الغواصين والنواقيس حيث وُجِدت السبيكة وفي أيام قلائل استخرج من الفضة والذهب ما قيمته ثلاثمائة ألف ليرة إنكليزية فأقلع راجعاً