صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/152

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٤٤
الفصل السابع

الفصل السابع

في الفُرص ومعدَّات النجاح

قال مركيز منتروز من لا يعرض نفسه للربح والخسارة فهو جبان أو صعلوك.
وقيل في إنجيل لوقا أنزل الأعزاءَ عن الكراسي ورفع المتضعين.
وقال الأمام الأوزاعي إذا أراد الله بقوم سوءاً أعطاهم الجدل ومنعهم العمل.

ذكرنا فيما مضى أنَّ كثيرين من العامة ارتقوا من أدنى الطبقات إلى أعلاها بالعمل والاجتهاد والآن نقول إنَّ كثيرين من الخاصة وأعيان الأمة نحوا هذا النحو لأننا إذا بحثنا عن سبب تقدم أشراف الإنكليز واحتفاظهم بما لهم من السيادة جيلًا بعد جيل خلافاً لأشراف سائر الممالك رأينا سبب ذلك أنهُ انتظم في سلكهم من وقت إلى آخر من أعظم الناس اجتهاداً وأكثرهم عملًا.

الناس كلهم من دم واحد وإن كان كثيرون لا يقدرون أنْ يمتدوا في انتسابهم إلى أكثر من جد واحد فالجميع بلا استثناء يقدرون أنْ ينتسبوا إلى آدم وحواء. والجاه والمجد لا يدومان لفئة من الناس فكم من عظيم انحط ووضيع سما والدهر في الناس قُلَّب إن دان يوم لشخص ففي غد يتغلب

والعباد كالبلاد تشقى وتسعد والناس بين تصويب وتصعيد. فإذا راجعنا كتاب برك في نوائب الأسَر رأينا أنَّ بلايا الخاصة أكثر وأشد من بلايا العامة. فقد ذكر مؤلف هذا الكتاب أنهُ لا يوجد الآن رجل واحد في مجلس الأعيان من نسل الخمسة والعشرين باروناً الذين انتُخبوا ليجبر ملك الانكليز على العمل بالبراءَة العظمى (الدستور الإنكليزي) لأن الحروب الأهلية والثورات الوطنية أهلكت كثيرًا من الأشراف