صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/148

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٤٠
في المصورين والنحاتين

مفاتيح فدخل في زمرة الموسيقيين وتعلم مبادئ الموسيقى حسب الأسلوب الإنكليزي القديم ونجح سريعاً ثم تعلم اللعب على البيانو ونحو ذلك الوقت اشترى واحد من جيرانهم أرغناً صغيراً مختلًّا واجتهد لكي يصلحهُ فذهب تعبهُ سدًى فأعطاه لجكسن هذا ليصلحهُ لأنهُ كان قد أصلح أرغن الكنيسة فأصلحهُ على أتم المراد. وحينئذٍ خطر ببال جكسن أنْ يصنع أرغناً مثلهُ فأخذ هو وأبوهُ في هذا العمل مع أنهما لم يكونا نجارين. وبعد معاناة مشقات كثيرة استتبَّ لهما عمل أرغن يدق عشرة أنغام فنظر الجميع إلى هذه الآلة بعين الاندهاش وصاروا يدعونُ جكسن لإصلاح الأراغن فكان يأتي بالغرائب

وفي ذلك الوقت تألف صفٌّ من المغنين فصحبهم جكسن فعينوهُ قائداً لهم، وكان يلعب على كل آلاتهم ونظم لهم ألحاناً كثيرة ثم تعين للدق على أرغن جديد كان قد أُهدي إلى الكنيسة وكان قد ترك صناعتهُ الأولى الطحانة وأخذ في عمل الشمع الأبيض وصار يقضي أوقات العطلة في ممارسة الموسيقى. وسنة ١٨٣٩ نشر أغنية مطلعها «لتغنِّ الأودية المخصبة فرحاً» وفي السنة التالية نال الجائزة الأولى على أغنية نظمها اسمها أخوات المرج ثم نظم ترنيمة مطلعها يا رب كن لي راحمًا ونظم غناءً مزدوجاً للمزمور المئة والثالث وفي غضون ذلك كان آخذاً في نظم خروج بني إسرائيل من بابل ثم طبعهُ في أجزاءٍ بين سنة ١٨٤٤ و١٨٤٥ وقد انتهى من طبعهِ يوم بلوغهِ السنة التاسعة والعشرين. ثم صار أستاذاً للموسيقى في برَدْفرد ومثل بين الملكة ڤكتوريا في قصر بكنهام وفي قصر البلور وغنَّى لها شيئاً من نظمهِ ونال منها الثناء الجميل. وقبل أن انتهت الطبعة التي ترجم منها هذا الكتاب وردت الأخبار بموت هذا الشهير وله من العمر خمسون سنة أما ما كتب عنهُ في هذا الفصل فقد نقله المؤلف عن لسانهِ حينما كان يصنع الشمع. وهنا نختم الكلام عن المصورين والنحاتين والمغنين الذين ارتقوا إلى أسمى