صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/134

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢٦
في المصورين والنقاشين

ماهر كفلكسمن وليس الأمر كذلك لأن الآنية التي يقع نظر الناس عليها دائماً تفيدهم رؤيتها ماديًّا وأدبيًّا أكثر من الصور الثمينة التي تُباع بألوف من الدنانير لتعلق في بيت رجل غني حيث لا يراها إلا قليلون. وكانت رسوم الآنية الخزفية قبل أيام ودجود بل قبل أن استخدم فلكسمن شنيعة إلى الغاية فأبدلها فلكسمن برسوم جديدة تشخص أشخاصاً وحوادث مذكورة في كتب الأقدمين. واقتبس أمثلة من الكؤوس الأترسكانية ونقشها نقشاً جميلًا. وحينئذٍ نشر ستورت كتابهُ في أثينا وفيهِ رسوم الآنية فاقتبس فلكسمن أجملها منظراً وتفنَّن في رسمها ونقشها فوضح لهُ أنهُ عاملٌ عملًا ذا طائل لا يقل عن تهذيب الجمهور كله. وكان يفتخر عندما تقدم في السن أنه هذب ذوقه بهذا العمل وبثَّ محبة التصوير والرسم في أذهان العامة وكسب مالًا غير قليل وأغنى ودجود مستخدمهُ

وسنة ١٧٨٢ ترك بيت أبيهِ واستأجر بيتاً صغيراً ثم تزوج بفتاة تُدعَى حنة دَنْمَن وكانت تحب الشعر والتصوير وتُعجَب بمهارة زوجها. ويقال إنَّ السر يشوع رينلدز المصور الشهير التقى بفلكسمن بعد زواجهِ بأيام قليلة وقال لهُ بلغني أنك تزوجت فإذا كان الأمر كذلك فلم تعد من رجال الفن. وكان رينادز عزباً. فمضى فلكسمن إلى بيتهِ وجلس بجانب امرأتهِ وقال لها ألا ترين يا حنة أني قد عدمت صناعتي فقالت من أعدمكها قال أنتِ قالت وكيف ذلك اصدُقني الخبر فقصَّ عليها ما قاله لهُ السر يشوع رينلدز وأخبرها بما يرتئيهِ وهو أنَّ من يقصد إتقان الفن يجب أنْ يصبَّ كلَّ قوى عقلهِ عليهِ من الصباح حتى المساءِ وأنهُ لا يمكن لأحد أنْ يكون من رجال الفن الماهرين ما لم يذهب إلى رومية وفلورنسا ويشاهد أعمال رافائيل وميخائيل أنجلو وغيرهما ثم التفت إليها وقال وأنا مرادي أنْ أكون ماهراً. فقالت وستكون وتزور رومية إنْ كان ذلك لا بدَّ منهُ للمهارة. قال وبمَ قالت بالاجتهاد