صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/129

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۲۱
الفصل السادس

فذاب كله وحان الوقت لسبكهِ في القالب وإذا بصوت شديد أشبه بالرعد القاصف ووميض برق لاح أمام عينيهِ فالتفت وإذا بسدادة الأتون قد انفتحت وانبثقت منهُ الصهارة ولكنها لم تجر بالسرعة المطلوبة فأسرع إلى المطبخ وأخذ كل آنيتهِ النحاسية والمصنوعة كم القصدير والرصاص وكانت تنيف على مائتي إناءِ وطرحها في الأتون فاستقام جريان الصهارة وهكذا سبك تمثال فرساوس الشهير. وإسراع سليني إلى المطبخ وتعريتهُ إياهُ من آنيتهِ يذكرنا بما فعلهُ بالسي لما حرق أثاث بيتهِ كما تقدم في الفصل الثالث

وممن لهم المقام الأول بين المصورين نيقولا بوسن الذي كان من كبار العقول المناقب. وهاك طرفاً من سيرتهِ. ولد في أندليس بقرب روان. وكان أبوهُ يُعلِّم في مدرسة صغيرة فتعلم فيها إلَّا أنهُ كان يتغاضى عن دروسهِ ويقضي أكثر وقتهِ في التصوير على حواشي كتبهِ. فحدث أنَّ مصوراً رأى صورهُ فأعجبتهُ وطلب من والديه ألَّا ينهياهُ عن التصوير ثم أخذ يتعلم عند هذا المصور فنجح نجاحاً عظيماً حتى إنهُ فاق معلمهُ. وكان قد زاد ولعهُ بهذه الفن فترك معلمهُ ومضى إلى باريس وهو إذ ذاك ابن ثماني عشرة سنة وكان يحصل ما يقوم بمعيشتهِ من تصوير أرمات الحوانيت. فصادف في باريس ميداناً واسعاً للتصوير والنقش ووجد فيها ما أذهلهُ فدخل مجامع التصوير ونقل صوراً عديدة ولم يلبث طويلًا حتى عزم على زيارة رومية أم المدائن ومرضعة المصورين فحرك ركابهُ نحوها ولكنهُ عجز عن البلوغ إليها وأبعد مكان وصل إليهِ فلورنسا فأقام فيها مدة يسيرة ثم قفل راجعاً إلى باريس وبعد قليل سدد خطواتهِ مرة أخرى نحو رومية فلم يمكنهُ أنْ يتخطى ليون إلا أنهُ لم يدع باباً يُستفاد منهُ إلَّا قرعهُ ولم يترك ينبوعاً يُستقَى منهُ إلا ورده. ومضى عليهِ اثنتا عشرة سنة يعمل في إتقان فن التصوير وهو بين تصويب وتصعيد إلى أنْ