صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۱۸
في المصورين والنقاشين

حتى تعرف ببوريجي وثومسين اللذين تنبأا أنهُ سيكون من رجال الماهرين لمَّا رأيا الرسوم التي رسمها بالكربون. وصادفهُ هناك أحد أصحاب عائلتهِ فألزمهُ أنْ يرجع معهُ إلى بلادهِ وأهلهِ وكان قد أُولع بالجولان فترك البيت ثانية وضرب في البلاد فذهب أخوهُ في طلبهِ وأرجعهُ قسراً ولما رأى أبوهُ منهُ ذلك سلَّم لهُ مكرهاً بالذهاب إلى رومية والدرس فيها. فمضى إليها وأقام فيها مدة طويلة وهو يدرس الرسم والحفر على مهرة رجال الفن. ولما كان راجعاً إلى فرنسا شجعهُ كسمو الثاني على الإقامة في فلورنسا فأقام فيها سنين عديدة ممارساً صناعتهُ. ولما تُوفِّي كسمو المذكور عاد كالو إلى بيت أبيهِ في نَنْسي فاشتُهر فيها شهرة عظيمة وأثرى إثراءً وافراً. ثم لما أُخذت ننسي في مدة الحروب الأهلية طلب منهُ رشليه أنْ يحفر رسم تلك الحادثة فلم يجبهُ إلى طلبهِ لأنهُ لم يرد أنْ يُبقي ذكراً لما أصاب وطنه من البلايا فلم ينثنِ رشليه عن طلبهِ ولذلك طرحهُ في السجن فوجد في السجن بعضاً من أصحابه الغجر الذين سافر معهم. ولما بلغ أمر سجنه الملك لويس الثالث عشر أمر بإطلاقهِ ووعدهُ بأن يعطيهُ مهما اقترح عليهِ فلم يقترح سوى أن يُطلَق سبيل أصحابه الغجر ويؤذن لهم بالاستعطاء في باريس فأُعطِي طلبهُ بشرط أن يحفر صورهم فحفرها وطبعها في كتاب سماهُ الشحاذين. وقد عرض هذا الملك على كالو ثلاثة آلاف جنيه جُعلًا سنويًّا على أن لا يباين باريس فلم يرتض محبة بوطنهِ فرجع إلى ننسي وواظب على حرفتهِ إلى أنْ أدركتهُ الوفاة فترك وراءهُ ما ينيف على ألف وستمائة صورة محفورة وهذا يدل على أنهُ كان من أحذق الحفارين وأكثرهم جلداً وانصباباً هذا فضلًا عما في صورهِ من الدقة والإتقان العظيمين

وهاك سيرة مَن فاق كلَّ مَنْ ذكرناهم في اقتحام المخاطر وهو بنڤنيتو سليني الصائغ والمصور وصانع التماثيل والنقاش والمهندس والمؤلف. كان أبوهُ جوڤاني سليني من اللاعبين على آلات الطرب في بلاط