صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۱۲
في المصورين والنقاشين

الحلواني وتِنْتورِتو الصباغ وكَرَفدجيو ساحق الأصباغ وكرفدجيو حمَّال الطين وسَلڤاتور روزا رفيق اللصوص وجيتو الفلاح وزنكارو الغجري وكاڤدونا الشحاذ وكَنوڤا القطاع فهؤلاءِ وكثيرون غيرهم برعوا بواسطة الاجتهاد تحت أشدِّ المصاعب

والذين اشتهروا في التصوير في البلاد الإنكليزية أكثر من غيرهم لم تكن أحوالهم أفضل من أحوال هؤلاءِ كثيراً فإن غنسبرو وباكون ابنا خياطين وبَري بن بحري أيرلندي ومكليز كان صانعاً عند بنكيّ وأوبي ورُمني وأنيغو جونس كانوا نجارين ووست ابن فلَّاح ونُرثكوت كان صانع ساعات وجكسن خياطاً وإتي طباعاً ورينلدز وولسن وولكي أولاد قسوس ولورنس ابن صاحب خان وترنر ابن حلَّاق وفلكسمن كان أبوهُ يبيع تماثيل جبسين. وبرد كان ينقش صواني الشاي ومرتن كان يدهن المركبات ورَيت وغلبن كانا يدهنان المراكب وتشنتري كان حفاراً ومذهباً وداود كوكس وستنفيلد وروبرتس كانوا يصورون صور المراسح. فلم يتقدم هؤلاء الرجال كلهم ويمهروا في التصوير بالصدفة ولا بالاتفاق بل بالجهد والتعب والنصب والسهر والأرق. والبعض منهم أَثْرَوا ولكنهم قلائل جدًّا بالنسبة إلى البقية بل لا يمكن أنْ ينكر الصانع نفسهُ ويعكف على صناعتهِ إذا كان طامعاً بالربح. وما من جزاء انتظرهُ هؤلاءِ الصناع أو نالوهُ إلا اللذة التي يجدها كلُّ عامل بعملهِ. أما ما كان يتبع ذلك من الغنى فأمر ثانوي لا يُعْتَدُّ بهِ فضلًا عن كونهِ نادراً وقد آثر كثير من الصناع اتباع ميلهم في إتقان صناعتهم على مساومة الناس. قيل سُئل ميخائيل أنجلو ذات يوم عن رأيه في مُصوِّر صوَّر صورةً وتعب فيها تعباً جزيلًا قَصْدَ الربح فقال سيبقى فقيراً ما دام راغباً في الربح

وكان ميخائيل أنجلو هذا يعتقد مثل السر يشوع رينلدز أنَّ كلَّ ما تتصوَّرهُ المخيلة تقدر اليد على عملهُ على شرط أنْ تكون مطيعة للعقل