صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/97

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- AV - a الفلسفة من منابعها الأصلية . ومع هذا يقول ( رينان » : « إن في دين الإسلام تعاليم ومبادئ عالية القيمة رقيعة المقام ، وما دخلت فى حياتى مسجداً من مساجد المسلمين إلا شعرت بجاذبية نحو الإسلام ، بل تأسفت ألا أكون مسلماً ... ولكن الإسلام حجب العقل عن التأمل فى حقائق الأشياء ... وعقول أهل البلاد الإسلامية قاصرة، وما يتميز به المسلم هو بغضه للعلوم واعتقاده أن البحث كفر وقلة عقل لا فائدة فيه . (۳) أن العنصر العربي بطبيعته أبعد العقول عن والنظر فيها ؛ فالزمن الذى كان يسود فيه العنصر العربي -- وهو عهد الخلفاء الراشدين - لم تكن فيه فلسفة ، ولم يظهر البحث العلمى ولا الفلسفة إلا حين انتصرت الفرس ونصروا العباسيين على الأمويين وسلموهم زمام الملك ، ونقلوا الخلافة إلى العراق ، مهد التمدن الفارسي القديم . وختم محاضرته بالإشادة بقيمة العلم ودعوة الأمم كلها شرقية وغربية إلى الهجوم عليه ، « فالعلم روح كل هيئة اجتماعية ، و به تتقدم الأمم ، وبه يتحقق العدل ، و به يستخدم العقل القوة ... وهو لا يساعد إلا على التقدم المؤسس على حرمة الإنسان وحريته ) . نشرت هذه المحاضرة في جريدة « الديبا » فأثارت خواطر المسلمين D والمستشرقين والباحثين في شؤون المسلمين .. فكان ممن رد عليه الأستاذ مسمر» رئيس البعثة المصرية بفرنسا إذ ذاك ، لا وفي رده كاد يسلم بالمسألة الأولى ، وهى أن المدنية العربية ليست مدنية العرب وحدهم بل مدنية الأم المختلفة التى دخلت في الإسلام ، وفي المسألة الثانية قال إنه ليس في دين الإسلام وتعاليمه ما يمنع المسلمين من التقدم العلمى ، وقد تقدم المسلمون في عصور مختلفة ولم يمنعهم دينهم من أن يتفوقوا على المسيحيين في بعض تاريخهم، وكل سائح الآن يسيح في البلاد الإسلامية يشعر بنهضة الشرق وأخذه بأساليب