صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- ۱۷ - وقال النبي ما إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنها كم عن ذلك ) . ثم سرعان ما اتخذ المسلمون قبور الصالحين وغير الصالحين مساجد ، ولم يكن لا الصحابة الأولون يشدون الرحال إلى المشاهد ، ثم كان ذلك ، وهكذا كلما مضى " هذا زمن كثرت فيه أصناف التعظيم للقبور والأضرحة وكثير من الأشجار والجماد . وظهر الدعاة والمصلحون على توالى العصور يحاولون أن يردوا الناس عن . ويرجعوهم إلى التوحيد وحده ، وكلما دعا داع إلى ذلك عُذَّب وأهين ورمى بالكفر والإلحاد كما فعل بابن تيمية، فقد ألف الرسائل في هذا الموضوع ، وانتقد حال المسلمين في استغاثتهم بالقبور ورحيلهم إليها ، وطوافهم بالصخرة في بيت المقدس ، ورحيلهم إلى مشهد الخليل ومشاهد عسقلان ، وتعظيمهم حتى بعض آثار النصرانية، فعذب وسجن ؛ وأتى بعده بقرون محمد بن عبد الوهاب هذا ، فدعا مثل هذه الدعوة فرمى بالكفر . وأخيراً جاء الشيخ محمد عبده فدعا إلى العدول عن التوسل والشفاعة والزيارة القبور ، وملاً دروسه في التفسير بمثل هذه الدعوة ، فلقى من أهل زمنه ما لم يغب عن أذهاننا بعد . هذا هو جوهر الدعوة التي دعا بها محمد بن عبد الوهاب ، فماذا كان شأنها ومصيرها ؟ --- كانت جزيرة العرب عندما دعا محمد بن عبد الوهاب دعوته - التي شرحناها فيما مضى - أشبه شيء بحالتها في الجاهلية ، كل قبيلة تسكن موضعاً يرأسها أمير منها . هذا أمير في الأحساء ، وهذا أمير في العسير ، وهؤلاء أمراء في نجد إلخ، ولا علاقة بين الأمير والأمير إلا علاقة الخصومة غالباً . ثم تتوزّعها - أيضاً - زعماء الاصلاح م - ٢