صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/166

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٤٨ –

- ١٤٨ - والجمال ؛ عرف عنهم ذلك ، فكان الصغار والفتيان والفتيات يخطفون أو يباعون ويُصدرون إلى المملكة الإسلامية من عهد العصر العباسى الأول . ولا تنسى مصر أنها حكمت بدولة المماليك الشراكة من سنة ٧٢٤ إلى سنة ٩٢٣ هم فاقتنى منهم سلاطين مصر عدداً وافراً ، واستخدموهم في أعلى مناصب الدولة وعهدوا إليهم في الشؤون الحربية ، فأمسكوا بزمام الحصون والقلاع ، وعُرفوا بالإخاء ومعاونة بعضهم بعضاً ، فلما أتيحت لهم الفرصة تغلبوا على الدولة ، وملكوا على البلاد ؛ أولهم السلطان برقوق ، وظل الحكم فيهم إلى أن انهزم طومان باى أمام السلطان سليم ، وكان مع طوماى باى هـذا أربعون ألف شركسي ، ذا بوا كلهم وذووهم ومن أتى بعدهم في الأمة المصرية ، فكانوا عنصراً من عناصر دمها . كما لا تنسى أن من أهم أسباب الثورة العرابية أول أمرها اعتقاد الضباط المصريين أنهم مغبونون إذا قيسوا بالضباط الشراكسة لترقيتهم دونهم .. كانت تونس حين تحميل إليها خير الدين كسائر بلاد الشرق ، مقرا لحضارة قد هرمت ، ذهبت رُوحها ولم يبق إلا رسمها . الحياة العلمية فيها أشبه بما كان فى مصر قبيل عهد محمد على ، كتاتيب بدائية منتشرة في القرى والمدن غايتها تحفيظ القرآن ، وقلما يبلغون هذه الغاية، ويستطيع التلميذ بفضل مناهج الدراسة فيها أن يقضى عشر سنين وأكثر من غير أن يُحسن القراءة والكتابة، وكل ما يبلغه النجيب منهم أن يحفظ القرآن أو بعضه . الأزهر وعلى رأس هذه الكتانيب جامع الزيتونة ، وهو صورة مصغرة من في ذلك العهد ، تقرأ فيه علوم الدين من تفسير وحديث وفقه وعقائد ، وعلوم اللغة من نحو وصرف ومعان وبيان، فى كتب مقررة لها متون وشروح وحواش ، ويقضى الوقت فى تفهم تعبيراتهم وإيراد الاعتراضات عليها والإجابة عنها ؛ فالعلم