صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٧٦ -

باريس. بني بأمر ماري مديتشي أرملة هنري الرابع في أوائل القرن السابع عشر واجهته الرئيسية طولها ٩٠ متراً. وقد رُمم مراراً وخصوصاً سنة ١٨٠٤ بأمر نابوليون الأول وجعله مقراً لمجلس الشيوخ وجعله غيره لغيرهم لكن نابوليون الثالث أعاده لهم. وأقام هذا القصر كثيرون من الأمراء والأميرات وخصص جانب منه لعرض التحف الفنية كما عرضت تحف اللوفر لكن بعض الزائرين يزور القصر لحضور جلسات المجلس بإذن خاص. وفي قاعة الاجتماع ٣٠٠ كرسي للشيوخ و٨٠٠ للحضور.

وإنما يهمنا من هذا المتحف ما حواه من المصنوعات الفنية حفراً أو نحتًا أو تصويراً. وتقسم تحفه إلى التماثيل والصور وفيه طائفة حسنة من السجاد أو الأستار المصورة بالنسيج مما يدهش الناظر. ومن العبث أن نحاول وصف ما هنالك لأسباب تقدم بيانها وإنما نكتفي بالإشارة إلى بعض ما يهم القراء معرفة وجوده.

فمن المنحوتات ما يمثل بعض الحوادث التاريخية كتمثيل هاجر وإسماعيل صنع النحات إيزلين كما يتوقع أن يكون حالهما من وصف التوراة لهما. وقتلُ قابيل لأخيه هابيل. وتماثيل عظماء اليونان والرومان وغيرهم. منها تمثال داود النبي عارياً وفي يده سيف. وقد استوقف خاطرنا تمثال امرأة عربية تطرز على المنسج. ومنها طائفة تمثل الفضائل أو الأخلاق أو العواطف كالحرية والفرح والتقوى والحنو والحزن والتألم والخوف والسذاجة والمكر والخبث.