صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٦ -

والخطابة ومدارس لتعليم الخدمة على الموائد وتربية الأطفال وغير ذلك.

التعليم بمصر

والاطلاع على أسماء هذه المدارس يدل وحده على الفرق العظيم بين التعليم عندنا وفي تلك المملكة الراقية فقد ذكرنا عشرات من المدارس لا وجود لها عندنا ولم نذكر غير المدارس العالية وقد أغفلنا المدارس الابتدائية والثانوية التي عندنا مثلها. على أن مدارسنا هذه أحط كثيراً من أمثالها عند الفرنساويين والابتدائية أقل كثيراً من المدارس الابتدائية عندهم والمدارس الثانوية كذلك. وحامل البكلورية المصرية أقل معرفة من حامل البكلورية الفرنساوية. فالتعليم عندنا ضعيف جداً من كل وجه وسنفرد فصلاً خاصاً في هذا الموضوع. وإنما يكفي في هذا المقام أن نبين تقاعد حكومتنا أو أغنيائنا عن التعليم. ولا يحتج علينا بصغر مصر بالنسبة إلى فرنسا فإن سكان مصر يناهزون ثلث سكان فرنسا ومع ذلك فالحكومة لا تنفق على التعليم عشر ما تنفقه فرنسا. إن ميزانية المعارف الفرنساوية ١١٥٥٧٠٠٠ جنيه فكم هي ميزانية حكومة مصر للمعارف؟ إنها نحو نصف مليون.

وقد يحتجون بتقصير المالية المصرية عن المالية الفرنساوية لأن المالية الفرنساوية ١٧٠ مليون جنيه والمصرية أقل من عُشر هذا المبلغ فلا عجب إذا دفعت للمعارف عشر ما تدفعه فرنسا