صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٩١ -

وقد يجتمع الألوف وعشرات الألوف في بعض الأيام لهذه الغاية.

قصر مالميزون

وعلى عشرة كيلو مترات من باريس قصر مالميزون في ضاحية من أجمل ضواحي باريس فيها الحدائق والغياض على أجمل أسلوب واشتهر هذا القصر بجوزفين امرأة نابوليون لأنها اعتزلت فيه بعد طلاقها سنة ١٨٠٩ إلى وفاتها سنة ١٨١٤. امتلكته ماري كريستين ملكة إسبانيا سنة ١٨٤٢–١٨٦١ وأقامت فيه الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث ردحًا من الزمن. وفي سنة ١٩٠٠ اشتراه داود أوزيريس المثري الفرنساوي الشهير (توفي سنة ١٩٠٧) أهداه للأمة مع ما يحيط به من البساتين ليس أدعى إلى التهيب والاعتبار بمصير الإنسان من زيارة هذا القصر ومشاهدة ما لا يزال فيه من الرياش والأدوات كما أن في زمن تلك الإمبراطورة السيئة الحظ زوجة أعظم القواد وأطمع طلاب المجد فإنك تسمع من السكينة السائدة هناك نداء يخترق الأسماع ويستولي على القلوب «أن الإنسان مهما بلغ من جبروته وعظمته لا يبقى له غير أعماله ولا يُذكر له منها إلا ما أفاد به بني نوعه». مررنا في غرف ذلك القصر الفخيم لا نسمع فيه غير وقع أقدامنا وكل منا مطرق يتأمل. مررنا بقاعة الاستقبال فقاعة الطعام فغرف النوم والكتابة والبلياردو والموسيقى وشاهدنا الخزائن والمقاعد والستائر والأرائك والمناضد. وعلى جدران القصر الصور