صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/206

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٨٨

أيتها الريح
***

تَمُرِّينَ آنًا فرحة مترنحة، وآونةً متأوهة نادبة، فنسمعك ولا نشاهدك، ونشعر بك ولا نراك، فإنك بحر من الحب يغمر أرواحنا ولا يغرقها، ويتلاعب بأفئدتها وهي ساكنة.

تتصاعدين مع الروابي وتنخفضين مع الأودية وتنبسطين مع السهول والمروج، ففي تصاعدك عزم، وفي انخفاضك رقة، وفي انبساطك رشاقة، فكأنك مليك رءوف يتساهل مع الضعفاء الساقطين، ويترفع مع الأقوياء المتشامخين.

في الخريف تنوحين في الأودية فتبكي لنواحك الأشجار،