صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢
توطئة

فرأَيت المستكفئين اشقى الناس واقربهم من المادة واصغيت فسمعت تنهدات المشتاق المتمني اعذب من رنات المثاني والمثالث.

يأْتي المساء فتضم الزهرة اوراقها وتنام معانقة شوقها وعندما يأْتي الصباح تفتح شفتيها لاقتبال قبلة الشمس، فحياة الازهار شوق ووصال – دمعة وابتسامة.

تتبخر مياه البحر وتتصاعد ثم تجتمع وتصير غيمة وتسير فوق الطلول والاودية حتى اذا مـا لاقت نسيمات لطيفة تساقطت باكية نحو الحقول وانضمت الى الجداول ورجعت الى البحر موطنها. حياة الغيوم فراق ولقاء – دمعة وابتسامة. كذا النفس تنفصل عن الروح العام وتسير في عالم المادة وتمرّ كغيمة فوق جبـال الاحزان وسهول الافراح فتلتقي بنسيمات الموت فترجع الى حيث كانت. الى بحر المحبة والجمال. الى الله ...