صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/174

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٥٦

السلم

***

سكنت العاصفة بعد أن لوت الأغصان وأحنت الزروع، وبانت النجوم كأنها بقايا البرق المتكسرة على أديم السماء، وسكنت تلك الحقول كأن حرب العناصر لم تكن.

في تلك الساعة دخلت الصبية مرقدها، وجثت على سريرها وبكت بكاءً مرًّا، ثم تصاعدت زفراتها وتجسمت أنفاسها الحارة بهذه الكلمات: «رُدَّهُ إليَّ يا رب، فقد جفت دموعي وذابت حشاشتي، أرجعه أيها الروح القاضي بحكمة تسمو عن نُهى الإنسان، فقد جفاني التجلد وتحكَّم بي الأسى، خلِّصْهُ من بين مخالب الحرب المحددة- أنقذه من الموت