صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/132

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١١٤

المجـرم

***

على قارعة الطريق قعد شاب مستعطيًا، فتى قوي الجسم أضعفه الجوع فجلس في منتصف الشارع مادًّا يده نحو العابرين متسولًا مستغيثًا بالمحسنين، مرددًا آيات انكساره شاكيًا آلام جوعه.

خَيَّمَ الليل وقد يبست شفتاه وكَلَّ لسانه ولم تزل يده فارغة مثل جوفه، فقام إذ ذاك وذهب إلى خارج المدينة وجلس بين الأشجار وبكى بكاء مرًّا، ثم رفع نحو السماء عينيه يغشاهما الدمع وقال والجوع يلقنه: «يا رب قد ذهبت إلى الموسر أطلب عملًا فطُرِدْتُ لرثاثة أثوابي، وطرقت باب المدرسة فمُنِعْتُ لفراغ يدي، ورُمْتُ الاستخدام