صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١١٠

مناجــاة

***

اين أنت الآن يا جميلتي؟ أفي تلك الجنة الصغيرة تسقين الأزهار التي تحبك محبة الأطفال ثدي أمها، أم في خدرك حيث أقمت للطهر مذبحًا وقفت عليه روحي وحشاشتي، أم بين كتبك تستزيدين من حكمة البشر وأنت غنية بحكمة الآلهة؟

أين أنت يا رفيقة نفسي؟ أفي الهيكل تصلين من أجلي، أم في الحقل تناجين الطبيعة مرتع إعجابك وأحلامك، أم بين أكواخ المساكين تعزين منكسرات القلوب بحلاوة نفسك، وتملأين أياديهم بإحسانك؟

أنت في كل مكان لأنك من روح الله، وفي كل زمان،