صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/112

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٩٤

شعراء المهجر

***

لو تخيَّل الخليل أن الأوزان التي نظم عقودها وأحكم أوصالها ستصير مقياسًا لفضلات القرائح، وخيوطًا تعلق عليها أصداف الأفكار، لنثر تلك العقود وفصم عُرَى تلك الأوصال.

ولو تنبَّأ المتنبي وافترض الفارض أن ما كتبناه سيصبح موردًا لأفكار عميقة، ومقودًا لرءوس مشاعير يومنا؛ لهراقا المحابر في محاجر النسيان، وحطَّما الأقلام بأيدي الإهمال.

ولو دَرَتْ أرواح هوميروس وفرجيل وأعمى الْمَعَرَّةِ وملتون أن الشعر المتجسم من النفس المشابهة الله سيحط رحاله في منازل الأغنياء لبعدت تلك الأرواح عن أرضنا