صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
مقدمـة

تشددت بالعزم فلم تعد تهتز الا للعواصف فالعواصف هي من حاضر جبران بمقام النسيم من ماضيه

ولكن لو تمعنا مليا بجموع كتابات جبران وتآليفه ، وعلاقتها بالنهضة الأدبية الحديثة ، لوجدنا أن « لدمعة وابتسامة » مقاماً خاصاً بها لأنها كانت أول نغمة من نوعها في العالم العربي ، لأنها خالفت بما فيها من التراكيب ودقة البيان كل ما جاء قبلها من الكتابات ، لأنها أنت كتوطئة لحركة عربية جديدة يشعر بها ويتأثر لها الطالب في مدرسته والمتأدب في مكتبته والصحافي في ادارته .

عندما ظهرت « دمعة وابتسامة » كان الكتاب والشعراء في مصر وسوريا والمهجر يملأون الصحف والمجلات بمقالات ورسائل وقصائد عقيمة بليدة خالية من الشعور بعيدة عن القلب ، وكان اكثر الناس يحسبون كل من وزن الكلام شاعراً وكل من رتب الفقرات كاتباً .