صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

السند الديني

القاريء لهذا الكتاب يحس أننا نؤكد الضرورة العظمى للمسن لان يحتفظ بكرامته وكبريائه وحيويته . وأن يرتب من الظروف البيئية والإجتماعية ما يشعره بأنه عضو مفيد لا يزال له دور يؤديه على مسرح الحياة ،وأن الأرض لم تنزلق تحت قدميه، وأنه لا يزال يتطور ويرتقى كما كان عهده في سنيه السابقة. وأن الدنيا ليست للشباب وحده

وهذه الاعتبارات جميعاً تحملنا على الإكبار من شأن الدين ، وأنه يجب أن يكون سندنا في الحياة . وذلك أنه مهما يكن مركزنا الإجتماعي وضيعاً فإن الدين يرفعنا ويكسبنا الكرامة البشرية التي نحتاج إليها كلما أرهقتنا الحوادث والتجارب ، وبعد الخمسين تكبر قيمة الدين ، لأن التأملات عقب هذه السن تتجه نحو البداية والنهاية ، وحكمة الكون ومغزى الوجود ، ومعنى البر ، وأشباه هذه المعاني التي قلما يقف الشاب في اندفاعه وعدوه للتأمل فيها ، وهو ، أي الشاب، لو أراد لما استطاع ،لأن سنه لم تبلغ النضج والإيناع . فاحتباراته قليلة ، وامداؤه الماضية قصيرة . وقصاراه أن يعرف أن الدين فلسفة نظرية . ولكن المسن