صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الاعتدال لا الزهد

يعد الإعتدال من الأخلاق - الطبيعية ، أو المألوفة بين المثقفين الذين يشق عليهم التعصب أو التحزب . ذلك لأنهم يعرفون أكثر من المعارف التي تحمل على الإنضواء إلى راية واحدة ، ويعترضون بما للخصم من آراء قد ينكر قيمتها من هم أقل ثقافة منهم

ولكن إذا كان الإعتدال في الرأي هو الصفة العامة في المثقفين فإن الإعتدال في المعيشة يجب أيضا أن يكون الصفة العامة لكل إنسان . وهذا الإعتدال أوجب للشيوخ مما هو للشبان . لأن الشاب يستطيع في أحيان كثيرة تحمل الإفراط والإسراف ، أما المسنون فيتعرضون بهما للخطر

وكثيراً ما نجد رجلا في الخمسين أو الستين قد وقع ميتاً بالسكتة ( وقوف القلب ) أو النقطة ( انفجار الشريان ) لأنه أجهد نفسه فوق طاقته وعدا وراء الترام . أو أنه سهر وأفرط في القصف فمات في الصباح ، أو أنه حزن واستسلم للجزع فمات عقب ذلك ، أو أنه أكل حتى أتخم ، أو شرب من الخمر وأمعن ، حتى مات . وكل هذا