صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الخمر والدخان

ليس شيء يبعث على الإشمئزاز من منظر المسن الذي يدمن الشراب . يقضي ساعات الليل إلى الكأس ، ويجمع بين هذيان الشيخوخة وهذيان الشراب . وذلك لأننا ننتظر الحكمة من الشيوخ ، فنصد مشمئزين من نقيضها في السكير . ولكنا نعيش في مجتمع يجيز الخمر والتدخين، وكثير منا يألفونهما في العقد الثالث من العمر. وبعضنا يكثر منهما، أو من أحدهما ، وبعضنا يقل . وقليل منا جدا من يزهد فيهما معاً

ولكل منهما تأثير نفسي وتأثير آخر جسمى . ومن الشاق أن تنظر إلى هاتين المادتين نظراً موضوعياً ، لأننا حين نكره التدخين مثلا لا نكاد نتخيل أية فائدة له . وكذلك الحال حين نكره الخمر . والحماسة والتعصب يمنعان البحث العلمى لمسألتي الخمر والدخان

والقارىء لهذا الكتاب يعرف أننا نلتفت إلى الناحية النفسية في الشيخوخة أكثر مما نلتفت إلى النواحي الأخرى. ولذلك ترانا مضطرين إلى القول بأن الذي اعتاد الشراب والتدخين مدة شبابه إلى الخمسين مثلا يجب عليه ألا يمتنع عنهما بعد ذلك . وهو بالطبع يحسن إذا