صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أهدافهم ، وانقطعت الصلة بينهم وبين عصرهم ، فهم في ألم أو تذمر . وانك لتنظر إلى أحد هؤلاء وهو في الستين فتحس أنه من حيث الحيوية يعد ميتاً قد تأخر دفنه ،وأن شيخوخته قفر بلقع لا تحتوى نضرة ولا زهرة

ومشكلة الشيخوخة هي مجموعة من المشكلات الصحية والنفسية والذهنية . وسوف نمسها جميعاً ، ولكنا نعتقد أنها قبل كل شيء مشكلة نفسية . ولذلك سيكون التفاتنا إليها هنا كثيراً ، لأن كثيراً من المسنين بهرمون بالوهم قبل أن يهرموا بالشيخوحة. وهم يعانون خواه ، ويكافحون سأماً ، ويحسون إحتقاراً ،كان يمكن ألا تكون لو أنهم وجدوا الإرشاد وعالجوا صعوباتهم وأصروا على أن يعيشوا دون استسلام للهزيمة

وليست غايتي من هذا الكتاب أن نزيد حياتنا سنين فقط بل أن نزيد سنينا حياة . حتى لايحس المسن بين الخمسين والسبعين أنه قد شاخ وهرم وصار عقيما زائداً على الدنيا . بل على العكس يشعر أنه قد نضج وأينع . وأنه في هذا الايناع جدير بأن يستمتع بالحياة وينشط لجنى ثمرات السنين الماضية في رقيه الشخصي والروحي ورقى المجتمع . بل إني أعتقد أن سن الثمانين لن تكون نهاية العمر لأن بلوغ المئة، بل أكثر من هذه السن، سوف يكون مألوفاً في معظم المعمرين. بل هو في الوقت الحاضر ليس قليل الوقوع كما يستطيع أي إنسان أن يعرف بمجرد السؤال عن بعض أقاربه ومعارفه . وكل ما يحتاج إليه المسنون أن يقفوا على المعارف ثم يجعلوا سلوكهم مطابقاً لهذه المعارف