صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجريدة والمجلة والكتاب

أسوأ ما يكرهه المسنون بعد السبعين والثمانين هو النسيان . ويعد بعض النسيان فسيولوجيا إلى حد ما في مثل هذه السن ، ولكن النسيان الفسيولوجي لا يكاد يأبه به المسن ، لأنه قليل الحدوث ضعيف الأثر في حياته ، وربما كان هذا النسيان يتصل بتصلب الشرايين في الدماغ ، والضغط لبعض المراكز العصبية ، وبطء الحركة الدموية بسبب هذا التصلب أو عرقلتها في بعض الأمكنة بالدماغ . فاذا كان المسن قد اعتاد الرياضة والحركة حتى لا يتفاقم هذا التصلب فان النسيان عندئذ لا يكاد يحس

والعادة أن المسن عقب الستين يشعر أنه ينسى بعض الأسماء ولكنه بمجهود صغير يستذكرها . ولذلك لا يتلفت إلى هذا الطاريء على أنه بعد خمس عشرة أو عشرين سنة يجد أنه لا ينسى الأسماء فقط يل ينسى أشياء كثيرة ، كهذا المنديل الذي يفتقده في جيبه فلا يجده وينسى أين وضعه . أو كهذا المبلغ من النقود الذي لا يعرف أين أنفقه . والمسن يتألم كثيراً من هذه الحال التي تشعره بهرمه وتهدمه ، وأيضاً بحقارته وهوانه أمام الذين يختلطون به ؛ وحاله هذه توحي