صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هواية جديدة كل عام

أعظم ما نؤمن به حياتنا ضد الشيخوخة الراكدة العقيمة هو هواية نتخذها ونتعلق بها، وننشط إليهالا طمعاً في الربح منها، بل رغبة فيها وحباً وتعلقآبها . وكلنا يعرف كيف يتعلق الناس بالهوايات وينفقون فيها وقتهم ومالهم وهم راضون . بل أحياناً نتهم الهاوى بالهوس ، لأنه ينكب على هوايته لا يبالى أي خسار مالي في سبيلها

وبعض هذه الهوايات مضر ، كالقمار الذي يحمل صاحبه على السهر طوال الليل وكأنه لا يحس تعبا . ولكن أحيانا نجد الصبي الذي يتعلق بالميكانيكات أو الكهرباء أو الرديوفون فيبرع فيها وهو دون العشرين، كأنه أستاذ في كلية للهندسة قد مضت عليه السنون في الخبرة والدربة. وذلك لأنه منح هذه الهواية كل قلبه وكل عقله. وقد كانت هواية الحمام وتربيته وتدريبه ولعلها لا تزال ـ إحدى الهوايات التي يتعلق بها الشبان والشيوخ في مدننا وقيمة الهواية هي شدة التعلق والكلف بها . ومن هنا ميزتها للمسنين الذين يحتاجون إلى ما يبعث فيهم النشاط وينبه الحيوية . ويجب أن نعرف أنه من الشاق أن نبتدىء هواية جديدة بعد الخمسين أو الستين.