صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/51

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الهموم والإهتمامات

نستطيع أن نتوسع في معاني الفصل السابق ، وأن نضع النبرة على بعض حروفه ، بأن نقول إننا حين نتأمل حياة الناس في مختلف ممارستهم وآمالهم نجد أن كثيراً منهم يحى حياة البقول : حسبه من الدنيا أن يأكل ويشرب وينمو ويسمن ويتناسل ، ولكنه مع ذلك راكد كأنه فجل أو لفت . وفريق آخر يحى حياة الحيوان : يحس نشاطاً وبحرى وراء مطامع ، ولكنها لا تعدو مستوى الشهوات . إذا حدثته عن السياسة أو الفلسفة أو المثليات نفض يده منك ووصمك بأنك خيالى ، وأنه ليس في هذه الدنيا غير الماديات ، وأن قصارى ما يرجوه أن يكون ثرياً مستمتعاً بشرائه . أما الفريق الثالث فيتألف من البشر الذين يحملون هموم واهتمامات الإنسان الراقي العصري وأولئك البقول البشرية تجدهم كثيرين على المقاهي ، راكدين ناعسين يتثاءبون ويتمطون ، قد سئموا الدنيا ولذلك يعللون وجودهم في أغلب الأحيان سواء في المقهى أو البيت بأنه « قتل للوقت » . وهذا الفريق هو الذي يحس عقب الستين والسبعين أن وجوده مشكلة