صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

صحة النفس

يرى القارىء لهذا الكتاب أننا ننظر لمشكلة الشيخوخة باعتبارها مشكلة نفسية وليست مشكلة جسمية . وهي لذلك تحتاج في أكثرها إلى المعالجة السيكلوجية وفي أقلها إلى المعالجة الطبية . بل نستطيع أن نقول أن أدواء الجسم ، كالسمن والترهل والبول السكري والأمراض المفصلية، إنما هي نتيجة لأدواء نفسية أحدثتها عادات سيئة في المعيشة . ويستطيع مع ذلك من يشكو مرضاً في جسمه أن يعيش المعيشة النفسية السليمة التي تهزأ بآلام الجسم وعجز الأعضاء ، ولكن العكس لا يحدث أي أن النفس متى فسدت فإن الفساد يسرع إلى الجسم

والنفس البشرية تحتاج من وقت لآخر إلى ما يشبه التحليل الکیماوی کی نقف على العناصر التي تعمل اصلاحها أو فسادها . فإن الفرد الذي يقضي وقته في اجتراء الحقد والغيرة والحسد والخوف والقلق سرعان ما نؤثر نفسه في أعضائه . أي أن توتر النفس يؤدى إلى توتر الشرايين . فيكون تصلبها ثم الموت بعد ذلك بالنقطة أو المرض بالفالج . فهنا نفس مريضة أدت ، إلى جسم مريض ، ثم الموت المبكر