شبان في السبعين
أعرف حلاقاً مصرياً في السادسة والسبعين يمارس حرفته بنشاط . وهذه الحرفة تحتم عليه بالطبع الوقوف طوال النهار وبعض الليـل وهو أحياناً يخرج من باب الحديد ساعيا على قدميه إلى السيدة زينب لكى يخدم زبائنه . وهو متنبه الذهن سليم الجسم، يأكل باشتهاء، ويسلك السلوك الجنسي لرجل في الخمسين . وكل ما وجدت فيه مما يخالف سائر الناس أنه لا يتغذى . فهو يفطر ويتعشى فقط . أما في وسط النهار فيقنع بكوب من النبيذ لا يتناول معه لقمة . وهو يميل إلى الشراب ، لا يفلت فرصة تعرض له في أي وقت. ولكن ممارسته لحرفته تضطره إلى الإعتدال. أما من حيث الجسم فهو نحيف ضامر عضلى . وهو يؤثر السعى على قدميه في نشاط وخفة على ركوب الترام
وقبل سنوات دعاني رجل انجليزي إلى زيارته في الساعة الثالثة الظهر . وكنا في وغرة الصيف، والحر يرهق بل يزهق . وكان في الخامسة والسبعين ، فلما زرته سألته إذا كان لا ينام بعد الظهر ، أو على الأقل يخلع ملابسه ويستريح. فأجابني بأنه لم يفعل ذلك قط، وأنه يحيى ويصحو من
