سعد زغلول
في مصر كثيرون من رجالنا المتوفين والأحياء الذين نستطيع أن نقتدي بهم ، ونجد العبرة في حياة الشباب التي عاشوها بعد الخمسين والستين . ونحن نعتبر هنا بحياة سعد الذي كان نقطة الإنضواء في الجهاد الوطني ، والذي استطاع أن يجمع أمانى الشعب وآماله المشتتة في بؤرة رأى العالم اشتعالها مع الإعجاب سنة ١٩١٩
وقد مات سعد بعد السبعين وهو شاب لم يعرف شيخوخة الذهن، أو النفس . وأذكر أني زرته قبيل وفاته ، قبل سنة ١٩٢٧ ،فرأيت جسها شامخا ونفساً شابة وذهنا يقظا . كانت ساقه ترتعش ، وكان ينصب ظهره بجهد وهو قاعد على كرسيه ، ولكنه كان يتحدث في نشاط ومنطق وحماسة جعلت كل عضلات وجهه تتحرك. وأذكر أني ذهلت لهذه الحيوية ، فالتفت إليها ، ولم ألتفت إلى موضوع الحديث ، حتى احتاج هو إلى أن ينبهني بعنف
وقد رأى سعد محنا كثيرة في حياته ، ولكنه أحالها إلى اختبارات مفيدة جنى منها الحكمة ، واستخلص منها فلسفة هي الجهاد من أجل