صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الروح العصرى والمسنون

يكره الشبان مجالسة الشيوخ اعتقاداً بأن هؤلاء قدماء بعيدون عن الروح العصرى . إذا قعدوا نعوا على الشبان والفتيات عصريتهم التي ينعتونها بأنها تبذل ، أو حتى تهتك . والشيخ في نظر الشباب محافظ ، يبالغ في محافظته إلى حد الرجعية . والشباب في نظر الشيخ حر إلى حد الإنحلال . ومن هنا التصادم الذي تصادفنا كل عام ، بل كل وقت، أمثلة منه، مما يبعث على التسلية في مقالات بعض المجلات الأسبوعية . فالشيخ يطلب الرزانة والوقار وتغطية الساقين على الشوطئ والفصل بين الجنسين، والشاب يرغب في الاختلاط والحرية والإنطلاق

ولسنا هنا بسبيل الدفاع عن إحدى الوجهتين . لكن مما لا شك فيه أن المسنين ، إذا أهملوا أنفسهم ، تخلفوا . ويبدو تخلفهم عندئذ في كل شيء تقريبا ، في عادات التأنق المادي والفكري ، وفي إهمال الآراء العصرية السياسية والاجتماعية . بل لقد لاحظت بنفسى أن بعض الشيوخ يلتزمون اللغة التي كانت مألوفة قبل أربعين عاماً ، ولا يعنون باتخاذ الكلمات الجديدة . وهذا واضح في الصحفيين القدامى