صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كلمة إلى الشباب

كان القصد الأول من وضع هذا الكتاب إرشاد الموظفين إلى الإنتفاع بحياتهم عقب الستين ، لأن المتأمل لكثير منهم عقب هذه السن يرثى لحالهم وهم يعيشون في خواء الذهن وركود الجسم . ولكنى مع ذلك لم أقصر الكلام على الموظفين ، بل توسعت إلى بحث الشيخوخة في مصر والعوامل التي ترقى المسنين أو تؤخرهم . وقد ترجمنا مع الإيجاز بحياة بعض الذين أسنوا ، وترجحت أعمارهم بين السبعين والتسعين ، وعاشوا في هذه السن المتقدمة في نشاط وحيوية يستمتعون بحياتهم وينفعون بها مجتمعهم

وغاية المؤلف أن يحيل الشيوخية من معانيها الحاضرة السيئة ، والأوهام الشائعة حولها ، إلى نضج وإيناع . وأن يرد الاعتبار إلى الذين جاوزوا الستين ، وذلك ببسط الآفاق الجديدة التي يستطيعون أن يجدوا فيها المجال الحيوي لنشاطهم واختباراتهم وذكائهم

والفائدة العاجلة من هذا الكتاب تعود إلى القارىء المسن. ولكن هذا لا يمنع الشبان من الإنتفاع بقراءته لفائدته الآجلة . وهناك أشياء