سابق معصياتهم قول مستنبط هذا الإلحاد قسطنطين الخامس أن المسيح اتخذ لنفسه جسداً لا يحصر. وقد جمع قسطنطين جملاً وعبارات من التوراة وأقوال الآباء تشير إلى الأصنام فما لبث أن طبقها على الرسوم المقدسة. وهو الذي نفخ روح الإبطال في الصدور بعد أن استلهمها من الآريوسية والمانوية. وقد لا ينخدع أحد بحجة التعبد للأصنام ولكن الحجة بالآريوسية خفية مكارة لا بد من تفنيدها. فقسطنطين الخامس استند فيها إلى أقوال أفسابيوس الآريوسي وبعض مقاطع من أقوال الآباء فلم يدرك معناها. ثم ينظر نيقيفوروس في ادعاء المبطلين أن جسم المسيح لا يحصر بالتصوير ακsριγρΧπτος فيعالج أقوال قسطنطين الخامس جملة جملة ويرد عليها واحدة واحدة. وينتقل نيقيفوروس بعد هذا إلى الإجابة عن سؤال المبطلين ما إذا كان هنالك أساس للتصوير في النصوص فيدلي بحججه الواحدة تلو الأخرى. ويشمل بحثه هذا النظر في تصوير القديسين والملائكة كما يتضمن رداً على من ادعى أن عهد قسطنطين الخامس كان عصر رخاء وهناء فيبين فقر جمهور المبطلين ويذكر الضربات التي حلت على الشعب في عهد قسطنطين كطاعون السنة ٧٤٧ والزلازل والمجاعات.
أما كتابه الدحض Refutatio et Eversio فإنه لا يزال بعيد المنال مخطوطاً1. وجل ما ظهر منه خلاصة بالإنكليزية ألحقها الأستاذ بولس الكسندر بكتابه «نيقيفوروس»2. وقد جاء الدحض في قسمين رئيسيين تضمن الأول منها نقد أوروس مجمع السنة ٨١٥ ونقد الثاني محتويات الأنثولوجية التابعة. وقد ضاهى نيقيفوروس النصوص التي جمعها المبطلون ونسبوها إلى بعض الآباء بنصوص هؤلاء الآباء فأظهر تلاعب المبطلين وفساد استنتاجاتهم.
وكان نيقيفوروس من أولي العرفان وأهل التحصيل فحضن المنطق المدرسي وتذرع بمفاهيم الكيفيات الجوهرية والخواص الدالة فرد على أحجية قسطنطين الخامس، وقد سبق تفصيلها، باعتبارها ضرباً من التخصيص على سبيل التعميم! ووافق نيقيفوروس المدرسيين في تمييزهم بين التحديد بالمعنى الدقيق والرسم. وعمد إلى إبطال دعوى قسطنطين في أن تصوير المسيح يؤدي إلى القول بأقنوم آخر في المسيح بحسب الجسد منفصل عن وجوده الإلهي فطبق على صورة المسيح النتائج المنطقية التي تلزم عن كونها معنى نسبياً بالمفهوم المدرسي. وهكذا توصل إلى إثبات خلاف جوهري بين الصورة والمشال بريء عن النتائج الخريستولوجية التي استنتجها المبطلون.