والنقوش الكتابية يونانية وقد نصت إحداها: «احفظوا المسيح» والثانية والثالثة: «واذكروا سيسیوس الحقير»1.
النواويس وتزويقها: الناووس معرَّب ناؤوس باليونانية معناه عند الفقهاء مقبرة النصارى ومنه قولهم النواويس إذا خربت قبل الإسلام جاز أخذ ترابها للسماد. والناووس تابوت من حجر تجعل فيه جثة الميت. ويقابله عند علماء الفرنجة اللفظ اليوناني المركب سركوفاغوس ومعناه الحرفي آكل اللحوم. والإشارة إلى نوع من الحجر اعتبره اليونانيون القدماء قادراً على أكل جثث الموتى.
وأجاز المسيحيون الأولون الدفن بالنواويس وابتاعوا ما وجدوه معداً للبيع منها. ولكنهم آثروا في انتقاء نواويسهم ما جاء خالياً من رسوم البشر الناتئة ورسوم الحيوانات عاملين بنص الوصية لا تصنع لك منحوتاً ولا صورة شيء، واكتفوا بالمخطط منها تخطيطاً.
ثم جاء القرن الثالث فإذا بالمؤمنين يجيزون بعض الرسوم الناتئة كرسم الراعي الصالح حاملاً الكبش على كتفيه أو رسمه ناظراً إلى الامرأة المصلية. وأجازوا أيضاً رسم هامة الرسل بطرس حاملاً كبشاً يحيط به عدد من الرعاة. وجاء أيضاً رسم بولس وتوما وفيليبوس والحبشي ورسوم المعمودية والعشاء الرباني2.
نقطة الانطلاق: وفك قسطنطين القيود (٣١٣) وساوى بين النصرانية والوثنية وعطف على النصارى. فانطلقوا أحراراً بعد كبت دام طويلًا. وراحوا يتبارون في تشييد الكنائس وتزيينها. واستبشع البعض الجدران الخاوية وانقبضت منها نفوسهم، فعمدوا إلى تزيينها وحاولوا أن يجمعوا بين الزينة والفائدة فجعلوا من جدران الكنائس الجديدة توراةً وإنجيلاً مصورين تصويراً. فبدأوا بجنة عدن وانتقلوا منها إلى بلوطة ممرة وقبر سارة ولقاء يوسف بإخوته فموسى والشريعة فبيت راحاب فسبي إسرائيل فبشارة مريم فقيامة ليعازر فآلام السيد فموته فقيامته فصعوده. وكتبوا تحت هذه التصاوير عبارات تبين مواضيعها3. وتمَّ كشف اللثام عن المحيا فبرغ وجه السيد مشرقاً. واحتل شخصه نقطة الدائرة في فن
- ↑ ROSTOVTZEFF, M.I., The Excavations at Dura-Europos, Fifth Season, 1931-1932, 237-285.
- ↑ WILPERT, J., Sarcofagi Cristiani Antichi, I, Pl. I f.; RAMSAY, Sir William, Studies in the History and Art of the Eastern Provinces, Pl. I.
- ↑ GREGOIRE DE NYSSE, P.G., Vol. 46, Col. 737; GREGOIRE DE NAZIANCE, P.G., Vol. 35, Col. 1037; BREHIER, L., Art Chrétien, 107.