صفحة:حرب في الكنائس.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٤٥
الفصل الرابع: المجمع المسكوني السابع

الرأي وليشرق نور الروح على الجميع». ثم دوّن كلام طراسيوس قبل قبوله الشرطونية: «إني أرى وأنظر كنيسة المسيح المؤسسة على الصخرة التي هي المسيح إلهنا مقسومة الآن ومنشقة. وإننا نحن كنا نقول قبلاً غير ما نقول الآن. ومسيحيو الشرق المماثلون لنا الإيمان يقولون قولاً آخر. ووافقهم مسيحيو الغرب. ونحن غرباء عنهم جميعاً. وكل يوم نحرم من الجميع. فأطلب عقد مجمع مسكوني يحضره نواب عن بابا رومة وعن رؤساء كهنة الشرق». ثم قرئت رسائل البابا وسائر البطاركة. ونظر المجمع بعد ذلك في أمر الأساقفة المبتدعين. فأراد طراسيوس أن يتجنب الجدل اللاذع، فعارضه في ذلك الرهبان. ثم أقنع هؤلاء بوجوب السكوت. فدخل الأساقفة المبتدعون واعترفوا بغلطهم وقدموا ندامة ورفعوا اعترافات إيمان مستقيم. وفي مقدمة هؤلاء باسيليوس أسقف أنقيرة. وقد قال في كتابه: «أنا باسيليوس أسقف مدينة أنقيرة قد اخترت أن اتحد بالكنيسة الجامعة أعني أدريانوس بابا رومة الجزيل القداسة وطراسيوس البطريرك الجزيل الغبطة والكراسي الرسولية الجزيلة القداسة كرسي إسكندرية وأنطاكية والمدينة المقدسة وسائر رؤساء الكهنة والكهنة الأرثوذكسيين. وقدمته إليكم أنتم الذين نلتم السلطان عن الأصل الرسولي».

وفي الجلسة الثانية قرئت رسائل البابا والبطاركة الآخرين. ومما جاء في رسالة البابا إلى الفسيلفس وإيرينة أنه نائب الرسولين بطرس وبولس هامتي الرسل وأن سلطان الحل والربط منح لهما وأنه يترامى هو وإخوته الأساقفة على إقدام الفسيلفس ووالدته الفسيلسة متضرعاً أن يعيدا السجود للأيقونات المقدسة. وتكلم في رسالته إلى طراسيوس قائلاً: «وبما أن بركم قريب من الأقدام السامية أقدام ملوكنا العظام الجزيل تقواهم المتوجين من الله تضرعوا إليهم عنا … أن يأمروا بإعادة الأيقونات المقدسة إلى مركزها القديم في مدينة العاصمة وفي كل مكان». ثم سأل الآباء البطريرك هل يوافق أدريانوس بابا رومة. فأجاب أنه يوافق وأنه نفسه فحص وبحث وتعلم واعترف ويعترف وسيعترف بصحة ما قاله أدريانوس قابلاً الأيقونات المصورة على تسليم الآباء. وسأل هؤلاء الآباء المجمع هل يوافقون. فأجاب الآباء الأعضاء بالإيجاب، فقال القس يوحنا أحد ممثلي البطاركة الشرقيين: «يليق بنا أن نزنم زبورياً الرحمة والحق تلاقيا والعدل والسلام تلائما باتفاق رأيهما وتعليمهما. والإشارة هنا إلى أدريانوس بابا رومة وطراسيوس بطريرك القسطنطينية.

وأقر الآباء في هذه الجلسة الثانية واعترفوا بأنهم يقبلون التصاوير المجازية عملاً بالتقليد القديم الموروث عن الآباء القديسين وبأنهم يسجدون لها باحترام نسبي لأنها صنعت «على اسم