الفسيلفس كان يبطن أي كره للصور المقدسة. ويستدل أيضاً من الرسائل التي تبودلت بين لاوون الفسيلفس وبين البابا غريغوريوس الثاني قبل بدء التحطيم أن البابا أيضاً لم يلمس أي اعوجاج في عقيدة لاوون1. ولا تزال أختام لاوون الأولى تحمل صورة عذراء هوديغيتريا الأيقونة الشهيرة2. فكيف أمسى هذا الفسيلفس المسيحي القويم الرأي في عرف البطريرك جرمانوس الأول والبابا غريغوريوس الثاني قبل السنة ٧٢٦ عدواً لدوداً للأيقونات بعدها؟ وهل يعزى ذلك إلى أصله المرعشي، الى احتكاك والديه بالمسلمين عند الحدود3، أو إلى عطفه على بسر Beser واحتكاكه به بعد السنه ۷۲۳؟ وبسر هذا جندي نصراني أسره الأمويون فدخل في الإسلام، ثم جرى تبادل الأسرى فعاد بسر إلى بلاد الروم. ولا نعلم ما إذا كان عاد إلى النصرانية أم لا. ولكن المراجع تشير إلى اتصاله بلاوون في السنة ٧٢٣ أو ٧٢٤ وإلى عطف الفسيلفس عليه وتقديره لقوته الجسدية وآرائه الدينية في موضوع الأيقونات4.
لاوون والرهبان والدولة: وقد يكون موقف لاوون من الأيقونات سياسياً إدارياً. فانتصار النصرانية على الوثنية كان قد تم واكتمل في القرن السادس. وكانت موجة الإسلام قد سلخت عن جسم الدولة كل من قال بالطبيعة الواحدة. وكان الفسيلفس قد أصبح حراً طلقاً يقول بعقيدة يجمع عليها رعاياه. ولكن نفوذ الكنيسة كان قد تزايد في الأوساط الشعبية. فبهرت عظمة طقوسها العقول وحرك وعظها الأفئدة والصدور. وكان الشعب قد تعلق برهبان الكنيسة وعقد على صلواتهم وتضرعاتهم الآمال بالسعادة والنجاح. وكان الناس قد أقبلوا على الترهب زرافات زرافات. وكانوا قد رأوا في ارتداء الثوب أفضل السبل إلى خلاص النفس فتعددت الأديرة وحوت منها العاصمة وحدهـا
عدداً عظيماً5.
- ↑ Mansi, XII, Col. 959.
- ↑ BREHIER, L., La Querelle des Images; FLICHE et MARTIN, V, 448.
- ↑ Saint Etienne le Jeune, Patr. Gr., Vol. 100, Col. 1084; Denis de TELL-MAHRE, (Cha- 12 ,(bot والقول أن لاوون تكلم العربية قول ضعيف لأن صاحبه مؤلف كتاب العيون والحدائق مجهول ولأن الكتاب نفسه لم يدون قبل النصف الثاني من القرن الحادي عشر!
- ↑ THEOPHANES, Chron., a. 6215; BREHIER, L., BESER, Dict. Hist. Geog. Ecc., VIII, Col. 1171-1172; SCHENK K., Kaiser Leons III Walten im Inneren, Byz. Zeit., 1896, 257-301; STARR, J., An Iconodulic Legend and Its Hist. Basis, Speculum, 1933, 500-503.
- ↑ MARIN, E., Les Moines de Constantinople, Paris, 1896.