15
وهو هو الذي قال بضعف المرأة عن الرجل وان الرجل رئيسها وسيدها .
وهو هو الذي قال انها حرة متمتعة بكل حقوقها وانه لا ينقصها شيء من
التحرير . وهو هو الذي قال ان لها وظيفة مخصوصة تنتهي عند عتبة
بيتها ، وهو هو الذي غضب وثار عند ما انكر خصمه اذ ذاك .. وهو الدوق
داركور الفرنساوي - ما كان للاسلام من المدنية وابرق وارعد حينما
رمى ذلك الخصم الدين الاسلامي بما رمى . ثم هو هو بعينه الذي جاء الآن
في كتابيه الاخيرين « تحرير المرأة » و « المرأة الجديدة » يردد ماقال ذلك
الخصم الذي كان يسخر هو من قوله ويضرب به عرض الحائط حتى
اصبح يخيل للقارئ أن « تحرير المرأة و « المرأة الجديدة » صدى كتاب
الدوق داركور أو تعريبه وأن مؤلفها أصبح هو ذلك الدوق والمعارضين
للكتابين هم ذلك المعارض الذي كان يعارض الدوق في سنة 1894 : ! فتأمل!
فاذا كانت الحالة هكذا فما باله ارغد وازبد وصاح بالويل والثبور وعظائم الامور على كل من خالفه مع اننا معذورون فيما كتبنا لاننا قلنا ما قلناه ولم نختبر القوم كما اختبرهم حضرته ولم نجرب عاداتهم كما جربها اذ هو الذي قال في رده على الدوق داركور 1 انه لم يقل ما قال الا بعد ان درس اخلاق القوم وعاداتهم وبعد أن عاشر هم زيادة عن عشرة اعوام تقضت بين ظهرانيهم في بلادهم وفي بلاده وحضر حفلاتهم وشاهد مجتمعاتهم ولذلك هو أدرى بهم من غيره وأعلم الناس بأحوالهم !
فلا نلام اذاً إن نحن رددنا في سنة 1900 وسنة 1901 صدى قوله
- ↑ صحيفة ١٢٠ من الرد على الدوق داركور
