صفحة:تحرير الأصول لإقليدس - نصير الدين الطوسي.pdf/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢
الديباجة
بسم الله الرحمن الرحيم


وبه نثق ونستعين.

وبعد فإن العلوم الرياضية التي في واسطة عقد الحكمة النظرية تنقسم إلى أربعة أقسام الهندسة والأرثماطيقي والموسيقي والمجسطي وهو غايتها وكان كتاب الأصول الذي يقال له الأستقص لتحليل سائر العلوم الرياضية إليه في سالف الأيام مرتباً عـلي خمس عشرة مقالة فمال بعـض ملوك اليونان إلى حـله فاستعصي عليه فأخذ يتنسم أخبار الكتاب من كل وارد من أهل العلم عليه فأشار بعضهم إلى رجل في بلد الصور يقال له إقليدس أنه مبرز في علمي الهندسة والحساب فطلبه الملك وأمره بتهذيب الكتاب وترتيبه فهذبه ورتبه على ثلاث عشرة مقاله واشتهر الكتاب باسمه وحذف المقالتين الأخيرتين لأن مسائلها كانت من المقدمات التي يتوقف عليها براهين نسب المجسمات المذكورة في المقالة الثالثة عشر وكيفية رسم الأشكال المذكورة فيها بعضها في بعض وكانت كلها تستبين منا ومن غيرها ومن المقالات المقدمة عليها وكان الكتاب موضوعاً لأن يوضع فيه الأصول دون الفروع إن هي غير متناهية ولذلك عدت قضايا لم تتبين إلا في هذا العلم من الأصول الموضوعة لما كانت ظاهرة البيان من مسائل الكتاب ثم نشأ بعد زمان بعسقلان رجل يقال له انسقلاوس برز في العلوم الرياضية والحق المقالتين بالكتاب بعد تهذيبهما فصار الكتاب بهما خمس عشرة مقالة ثم نقل إلى العربية مرتباً على خمس عشرة مقالة واشتهر من النسخ المنقولة نسختان بين علما هذه الصناعة أحديهما في التي أصلحها ثابت بن قره الحراني والأخرى هي التي نقلها وأصلحها حجاج بن مطر ثم أخذ في تهذيب الكتاب جماعة كثيرة من المتأخرين طلباً للإيجاز والإيضاح فحذف بعضهم دعاوي أشكال الكتاب وقنع بالمثال وبعضهم حذف بعض مسائله اعتقادا منه بأنه معلوم من باقي الكتاب وبعضهم جمع أشكالاً عدة في شكل واحد وبعضهم استخرج من القوة إلى الفعل بعض ما أهمله

إقليدس