التحريف، ولا أدري إن كان هذا من تعاقب أيدي النساخ عليها فمسخوها، أو أنها مسودة المؤلف وتناولتها الأيدي قبل أن تبيض. . ولم تجد نسخة أخرى غير نسخة تيمور باشا نستعين بها على تصحيح كتابنا هذا فاستعنت بتاريخ ابن خلدون وغيره في تصحيح بعض كلمات وتواريخ، واقتصرت على تغيير بعض الكلمات، أو تقديمها بعضها على بعض . وهذا قليل جداً، وزيادة كلمة أو كلمتين مما لا يغير المعنى. وتركت كثيرا من الكليات كما هي خوفا من الوقوع فيا لم يرده المؤلف . وقد نبهت على أكثر ما أصلحته أو كان غير مفهوم، ووضعت الزيادة بين هاتين العلامتين [ ] وقد فاتني شيء مما يقبني التنبيه عليه ، وأرجو أن يكون غير ذي بال ، أو مما يعفو القراء من مثله وقد كان الاصل متصلا بعضه ببعض من أوله إلى آخره، فعنونت حوادثه و وضعت فيه فواصل عند انتهاء كل جملة ، وأوائل سطور عند ابتداء الكلام لتمييز المعانى و تقريبها الى ذهن القارىء . وأرجو أن أكون وفقت الى القيام ببعض الواجب بطبع تاريخ ابن غلبون . ليطلع أبناء وطنى على ما لسلفهم من الاهتمام بشأن الوطن وتدوين حوادثه ، وليكون باعنا لهم على الاقتداء نشاطهم وجدهم . وقد وجدوا في زمن لم يهيأ لهم فيه من أسباب العلم وطلبه ما هيء لنا اليوم ، ومع ذلا ذلك فقد ذهبوا في فنونه كل مذهب وقطعوا فيه شوطا بهم في قعدنا نحن دو نه رغم ما هيء لنا من الأسباب والوسائل وقد كان التاريخ أثره في كل الام قديماً وحديثاً ، وتبارى في مضماره الصفاء وجهابذة الاخبار، وخصصوا له الكثير من أوقاتهم حتى صار الوصول فيه الى حد مقياس الباحث بين الباحثين ، وميزانا توزن به أعمال الرجال في الهيئة الاجتماعية ، ذلك لان التاريخ مرآة الامم ، ترى فيه صورتها على ما كانت
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/4
المظهر