انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١٧

حصار القائم بأمر الله ۱۷ ثم الصرف منها خائباً ولم يفتتحها ، فغاظ ذلك عبيد الله ، فوجه اليها ولله أبا القاسم الملقب القائم بأمر الله في جيش ، وكان ذلك في سنة ٢٠٣ فحاصرها وضيق عليهم إلى أن في طعامهم - وقد كانوا أسمعوه شراً ونالوا من عرضه - فسالتهم في أنفسهم الا قليلا منهم ، وأخر مهم ما أنفق على الجيش ، وذلك أربعمائة ألف دينار ، وولى تفرعهم وتعذيبهم خليل بن اسحاق من أبناء جندها وولد بها ، له صولة وهيبة وحظ جليل من العلم ، و باع متسع في الأدب ، واستخلف و كانت عليها القائم واليا من قبله . ثم المصرف منها متوجها لمصر بجيوشه فلحق بها في سنة ست وثلاثمائة فأخذ الاسكندرية وأكثر الصعيد، وكان أبوه المهدي قبل ذلك سنة احدى وثلاثمائة قصد مصر في أربعين الفاً ليأخذها فرد غائباً ثم رجع ولم تزال طرابلس تحت ولايته وولاية ابنه المنصور تم ابنه المعز لدين الله معد إلى أن أصاب . غلاله شديد أضعفهم وكان ذلك سنة ٣٥٣ بعد وفاة كافور الأخشيدي الخمي المكني بأبي المسك ، كان عبدا حبشياً أسود اشتراه محمد الأخشيد بن طفيج التركي الفرغاني المتغلب على مصر زمن الراضي العباسي ، فانه تعليكها قهراً ثم وصل له التقليد من الراضي عن كره مصر وقد كان كافور (۱) هذا قولى ملك مصر بعد وفاة أبني سيده أبي القاسم وأبي الحسن وكانت في صفر سنة ٣٠٠ أقام سنتين و أربعة أشهر. ، وكان يدعى له على المنابر بمصر والشام والحجاز و له مآثر حميدة ، ودفن بالقرافة . وكان خبيراً بالسياسة ، فطناً ذكيا ، جيد العقل . وكان يداري ويخدع ، فكان بهادي المعز صاحب المغرب و يظهر ميله اليه ويدعي الطاعة لبني العباس . وقد وقعت في أيامه (۱) اشتراء سيد الاستشيد بثمانية عشر عينارا، في باقل من التي عصر يجنيهاً مصرياً تم اعتقه بعد ان رباء ورقاء حتى جعله من كبار قواد الجيوش، وظهرت مواهبه وفضله ومحزمه و سیاسته حتى صار اعلا للملك

ومات وهو على الملك . أهم من كتاب نظام النفقات في الشريعة الإسلامية للاستاذ أحمد ابراهيم