البحر قد غاض من ناحية المدينة ووجدوا مسلكا لها من الموضع الذي انحسر عنه البحر، فدخلوا حتى أتوا من ناحية الكنيه وكبروا فلم يكن مفزع للروم إلا سفنهم، وأبصر عمرو أبصر عمرو أصحابه الستة١ في جوف المدينة فأقبل بجيشه حتى دخل عليهم ، فلم يفلت الروم إلا بما خف لهم من مراكبهم، رغم عمرو ماكان بالمدينة وكان من بصبرة متحصنين ، وهي المدينة العظمى ، وسوقها السوق القديم . فلما بلغهم محاصرة عمرو مدينة طرابلس وأنه لم يصنم فيهم شيئاً ولا طاقة له بهم أمنوا
فتح مدينة صبرة٢
قلما ظفر عمرو بمدينة طرابلس جرد خيلا كثيفة من ليلته وأمرهم بسرعة السير، فصبحت خيله مدينة صيرة وهم غافلون وقد فتحوا أبوابها السرح ماشيتهم فدخلوها فلم ينج منهم أحد. واحتوى أصحاب عمرو على مافيها ، ورجعوا إلى ام ما لا بن عبد الحكم ، وقد أطلق في خروجهم، وذكر غيره السبب كما ذكرنا . وذكر غير ابن عبد الحكم أن المدلجي ومن معه لم يدخلوا المدينة وحدهم بل ندبوا معهم جماعة
ولما استولى عليها عمرو هدم سورها وارتحل عنها لشروس٣ مدينة
- ↑ تعلم أن الدجي خريج في سبعة نفر
- ↑ (قلت) هذا الاسم محرف من اسمها الروماني (سبرة) واسمها البربري ( زواغة ) بتشديد الواو، والناس عندنا يخففونها وهي تقع في الجهة الغربية من طرابلس على مسافة يوم. قال الحموي ( سبرت ) كذا وجدته مضبوطا بخط من بيرجع إليه في الصحة في عدة مواضع من كتاب ابن عبد الحكم ذكر ابن عبد الحكم في كتابه ان طرابلس اسم الكورة ومدينتها ( نبارة ) وسيرة السوق القديم، وأنها نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن حبيب سنة 531.
- ↑ كانت بالأصل ) شروين ) وهو غلط منشوه تحريف من الناسخ ، لان شروين - بالواو - أسم لجيسال في طبرستان كما ذكره الحموي في معجمه والصواب ما كتبناه ، وهو اسم مدينة قديمة في جبل نفوسة ) المعروف عندنا ينجبل الغربي ) . قال في مراصد الاطلاع : سروس، اوله مثل آخره ، وربما قيل بالعجمة في أوله مدينة نقيسة في جبل نفوسة بأفريقية وأمنها الباشية وهي نحو من ثلاثمائة قرية ا م وقد ذكرها صاحب معجم البلدان في الكلام على جبل نفوسة فقال وفيه أي في حيل نفوسة - منيران في مدينتين احداها دروس في وسط الجبل ، والأخرى يقال لها جادو إلى آخر ما قال