ولاية احمد القرمنلي 199 فرس جيد وشى به بعض الناس عنده ، فلما بلغنى ذلك أرسلت به واحدا اليه تفرح بذلك وردها على ، وتعلل بأنها لو وافقته لاعطى أضعاف القيمة ، وبالغ في الأكرم وكان ذلك أواسط شعبان سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف
فلما نزلنا مصراته اقمت بالاهل وبجوار الوالدة، وكانت صحبتى هدايا الحضرة فارسلتها اليه ووجهت كتاباً من عندى إلى الحضرة اعتذر المثول بين يديه ، فشرفني بكتاب الاعمال يتضمن احترام رعايتى واعوانى ومن لاذ بى من الطلبة . وحدد من العمال فيمن قصد محلى من خائف اذا بلغ أرض كذا فلا يقرب ولا يمسك جزاه الله عنا خيراً فاقت شهر رمضان بأهلى وكان عامل البلد من فيها قتل النخل (1) وجعل فيها محلا لبيعه ، فبعثت إليه أن هذا لا يسعكم في دين الله ولا يسمع أمير المؤمنين غداً بين يدي الله ، وقرأت عليه كتاب أمير المؤمنين ، وأفهمته ما تضمنه من تعظيم المحل وتوقير الطلبة ، وأخبرته أن هذا لا يوافق . فأعرض عن الكتاب ، فأرسلت إلى المحمرين وأعطيتهم ممن ما اشتروا به النخل وتركوه ، وقدمت على الحضرة ، قلما مثلت بين يديه وأخبرته بالواقع أمر برفع يد العامل وولى غيره فاقمنا بجواره في كرامة إلى أن دخل شهر ذي القعدة ، فاجتمع جماعة منهم احمد المعروف بابن الرئيس و بعض بني علو أن على خلع البيعة ، واقعدوا على وقت (۲) (۲) معلوم فهرب ابن الرئيس . معه ، ودخلوا على الحاج شعبان وهو يمحله و من فقتلوه ، وفشل موعدهم بالقدر بأمير المؤمنين ، وشتت الله شملهم وأعاد كيدهم في نحرهم . فأخذوا وقتلوا ، وفر ابن الرئيس (۲) الى جبل المحاميد، واستقر أمر أمير المؤمنين بخير، وبقي ابن الرئيس (۲) مع أعراب المجاميد إلى سنة خمس (1) قتل النحل : هو أن يقطع جزيد النخل حتى اذا لم يبقى الا الجمارة - وهي شحمة الشيخة ... حمل حواليها حوض وهى بهذه العملية نصب ماه كالصل، فاذا تخمر استعمال إلى خمر ويسمي ( اللاقي )
(۳) كانت في الأصل ( الرايس » وهي كلمة علمية شائعة الاستعمال في طرابلس