١٩٤ التذكار فعلتهم تلك أمير المؤمنين بعد العشاء فاستنفر المرتزقة وأهل البلدين. الساحل والمنشية وصبحهم فلم يقووا على حرب ولا دفاع ، وأباح أموالهم فنهبت ديارهم ومواشيهم ووثق منهم وقتل ( ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ، وأخر مهم مالا ثقيلا ووالى عليهم المغارم حتى بدد شملهم وتركهم عبرة لمن تاقت نفسه لما تاقت نفوسهم اليه . مبران و في السنة المذكورة في أواخرها خرج على البيعة ابن حسين الكول أو غلي ولحق بقرية مسلاتة ، وبايعه من بها من الرعايا وغيرهم الا آل بيت النبي علي وأعانهم على فسادهم محمد بن منصور الترهوني الملقب بسوق الذيب (1) ومن وافقه فاستنفر أمير المؤمنين جنده و تولى حربهم بنفسه ، فبدد شملهم وفرقهم وأحاط يهم ، الا من توغل في الجبال ، وحرق بيوت الرعايا الذين بايعوه ، وأباح نهب أموالهم وأخر مهم ثم عفا عنهم وارتحل ، ورجع مظفرآ منصور . ثم خلع بيعته بأثر ذلك ابن عشرين، ووافقه على ذلك بعض أهل البيوت القديمة ولم يجعل الله لهم أثمر ا ، ثم بعد ذلك عنا عفو قادر على أهل البيوت وأقارب القائم ، وأحسن و بالغ في الاحسان للكل جزاء الله تعالى خيرا ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومائة وألف يخلع فيها علي بن عبد الله بن عبد النبي الصنهاجي المكني « أبو قيلة » بيعة أمير المؤمنين ، وانضم اليه كل مفسد من الجبال وأودية الكمكوم (۳) ومن أراد الفساد من أهل السواحل ، وأخذ أموال الرعايا ، ونهب مواشيهم وأكل الزروع ، وأخذ أولاد خليفة وأولاد نصر » وسى حركهم ودخل ببعض بناتهم كرها وقتل نحو الستة عشر رجلا من بني (1) سوق الذئب كان رجلا عظيما في ترهونة وهو شيخ قبيلة المبادى التى تسكن الان جية والداوون رسیدی معمر ، وفي بعض السنين حصلت حروب بينه وبين الشيخ عيد المولى ( الحد الاعلى مائلة المريض ) بتشديد الياء فهجر وطنه إلى مصر ومعه بعض الصاره واستوطنوا أسيوط، ولا تزال قبيلة ترعونة معروفة بها إلى الآن
(٢) أودية الكتكوم تقع في الجنوب الشرق من مزدة على مسافة يوم تقريبا