ولاية احمد القرمنلي ١٩١ الثلاثاء وخلف أمير المؤمنين أحمد في رفاهية عيش وعلو همة، ولاه خليل باشا عمل أبيه على ساحل المنشية ، وكان يكرمه ويراعيه ، ولم يزل كذلك مهابا موقراً الى أن أراد الله تعالى نقل الملك من يد ابراهيم أليل إلى محمد باي الملقب بابن الجن فنظر أهل الديوان في البلد مع سابق الارادة الازلية ، فكان لا وبم عشرة خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف . فازداد أمره وعلا شأنه . ولما قتل محمود أبو اميس ابن الجني غدرا وتولى موضعه وبايعه من بايعه على ضغينة توسم في أمير المؤمنين أحمد صلاحية الملك دونه ، فأراد الفتك به ه فارسله الى غريان ليبطش به من فيها من الجند، فراسله أهل الديوان من رؤساء العسكر وعامة الجند وأهل البلد بالقدوم عليهم ليبايعوه ، فقدم يوم لاحدى عشرة خلون من جمادى الآخرة ] (1) سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف ، فدخل السوق وبايعه من به ولم يختلف في بيعته من أهل البلدين المنشية والساحل وأهل الديوان والمدينة اثنان لعلمهم بصلاحيته لما قلدوه من أمرهم دون غيره. وحاصر محمودا في المدينة يوماً، وراسله أهل المدينة بالبيعة ومسكوا محموداً بواسطة حسونة الشريف، وأدخلوا أمير المؤمنين المدينة و بايعه الناس وتمت له البيعة ، وقدمت عليه الوقود من أهل القرى والبوادي يبايعونه وأعلن بنصرة الشريعة وأهلها وعقد مجلسا الحضور العلماء بين يديه الفصل الخصام ، و أمر عماله أن يفعلوا كذلك ، ففعل البعض ، وبالغ في تعظيم العلماء واكرامهم. وفرض لهم في العطاء ، وزاد في اكرام أرباب البيوت القديمة وحمد الناس سيرته ولما مضت على بيعته عشر ليال خلع على يوسف باي وولاه ( دايا ، وأقامه بالقلعة ، وخرج عن المدينة وسكن بالمنشية . وكان ذلك في أواسط جمادى المذكور من السنة المذكورة
(1) ذكر في أول ترجمته انه جمادى الاخرة