انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/191

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١٧٧

لطرابلسي أحد أرياب الرتب الجامعين بين رياسة الفقه والأدب ، ولد بطرابلس سنة ست وستمائة وقرأ بها يسيراً ثم توجه مع أخيه القاضي أبي موسى المتقدم الذكر إلى المهدية للقراءة على أبي موسى زكرياء البوني فارماء مدة ثم عاد أبو موسى إلى طرابلس و لزم البوني أبو الحسن وتفقه عليه واختص به اختصاصا كبيراً ، فلما كانت فتنة أبى حمراء بالمهدية وبعث الشيخ أبو علي ابن أبي موسى بن أبي حفص والى المدينة اذ ذاك بالتحديد من أبي زكريا البوني وأبي حمراء وتوجه أمر من الخليفة له بقتل أبي حمراء وازعاج البوني إلى الحضرة فقتل أبا حمراء وحمل البوني على حمار ومعه خواص أصحابه ، فذكر من رأى ذلك : أن البوني الأمر تمثل عند اشرافه على الحضرة بقوله : هكذا في البر يفعل بي كيف لوزلت بي القدم و كان ممن وصل معه أبو الحسن بن عمران الطرابلسي ثم أدركت الامير شفقة على البوني فأعاده الى وطنه وأقلام ابن عمران بالحضرة . ون ة. وكان فقيهاً مفوها السناً خطيباً غير أنه كان في لسانه فضول كثير ، كثر امتحانه به والتعرض له بسببه . وتوفي في دولة الخليفة المستنصر رحمه الله تعالى . وكان أديباً عاقلا وله شعر كثير حدث عنه أبو يعقوب يوسف بن أبي موسى ابن أخيه ، قال : كنا بين يديه فأنشد بعض من حضر بيتين لانى الوليد سليمان : جلوساً طالباجي وهما : بن من صوب القيام نطقاً بالكلام سقاه الله منى زمن المكارم والكرام فصار الأمر وكان البر فصلا دون قول قال فأنشدنا رحمه الله تعالى لنفسه متمماً عليهما بقوله : وزال النطق حتى لست تلقي فتى يسخو مرجوع السلام وزال الامر حتى ليس الا سخى بالأذى أو بالملام

خلف