ولاية شريف باشا
ثم بعد موت سليمان داي بايع الجند رجلا شريفاً كان من أهل القسطنطينية قدم طرابلس زمن سليمان داي حكيما بداوي المرضى ، ثم انتقل منها إلى تونس وانتقل منها إلى الجزائر وأقلم بها مدة ، ثم أناب الى طرابلس فوجد سليمان داي قتل وكان معه لطافة وظرف فولاه العسكر أمر البلد وبايعوه على ذلك ولم يزل واليا لامرها وتفريق رزق الجند و ضبط الخراج الى سنة خمس وثلاثين والف وقيل الى سنة أربعين و الف فقام عليه الجند فلما أحس بذلك أغلق القلمة واستعد القتاهم بمن معه فيها فكبر عليهم ذلك فاستنزلوه منها بحيلة وذلك أنه كانت له عقيدة بالغة في الشيخ العارف بالله سيدى محمد الصيد البحياوي نسبة ليحيى بن محمد من إني رقيعة القبيل المشهور بالبلد ، وقد كان فاضلا متلسكا منقطعاً الله تعالى عارفا به دالا عليه ، له كرامات ظاهرة : كان في ابتداء أمره في ديوان الجند فبعتوه في بعض الخدم الى جهة الشرق ، فلمأمر بقرية الفواتير وجد بها رجلا مهدويا منجذياً فلحظه فانتقل عن حالته وتوجه بكليته إلى الله تعالى . توفي رحمه الله تعالى لست بقين من رمضان سنة خمسين والف . فألبس الجند بعضهم شبه الشيخ واستنزلوه عن إذن الشيخ فامتنع إلا أن . ا يرى الشيخ فلما رأى من ألبس شبهه لم يشك في أنه هو ، فألقى السلم ونزل اليه فقطعوه قبل أن يصل الأرض ، فسبحان من لا يحول ملكه ولا يزول ولاية رمضان دای ثم بعد موته بايع الجند وجلا منهم يقال له و مضان داي يدبر أمرهم ، وكان
ضعيف النكاية وبذلك تقوت شوكة الاعراب حتى أرادوا أهل البلد على الاتاوة