صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/235

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

JAVNI معلول واحد ، مثل الحرارة فهي قوة التسخين ليس غير في حين أن الطلب قوة المرض والصحة جميعاً ، والسبب في ذلك أن العلم علة الأشياء في العقل ، ونفس الملة تفسر الشيء وعدمه ، ولما كانت النفس مبدأ حركة فهى تحدث الضدين المتعلقين بعلة واحدة (1) تحدث أحدها أو الآخر باختيار الإرادة (") ، ويؤخذ الفعل تارة كالحركة بالإضافة إلى القوة ، وطوراً كالصورة بالإضافة إلى المادة ، ولكن الحركة فعل ناقص ؛ أما الفعل الكامل فمثل الإبصار والتفكر . وما بالقوة منه ما يخرج إلى الفعل مثل المبصر بالقوة إذا أبصر ، ومنه مالا يخرج خروجا تاما مثل الخلاء وقسمة الجسم إلى غير نهاية") . والقوة قريبة وبعيدة : القريبة هي التي لا تفتقر لغير فعل واحد للخروج إلى الفعل ، والبعيدة هي التي تفتقر إلى تهيئة مثل البذرة فهي نبات بالقوة البعيدة ، وتصير بالقوة القريبة متى تهيأت لأن تكون نباتا) . (۱) مان ۰۲ (۴) م ا ف ٦. لا سب الفلاسفة من يدعي أن القوة لا توجد إلا متى وجد الفعل ، وأن الذي لا يبني ليس له قوة البناء ولكنهـا للذي يبني في الوقت الذي يبنى . ولنا على هـذا الادعاء أربعة ردود : الأول إن فن البناء مكتسب وصاحبه يستطيع أن ينى بعد أن يكون انقطع عن البناء بخلاف الذي لم ينطه ، فكيف اكتسب الفن وكيف استعاده ؟ الثاني إن الحال كذلك في القوى غير النطقية ؛ فإن للمحسوس قوة التأثير في الحاس ، وإلا وجب رد المحسوس إلى الحماس على مذهب بروتاغوراس . الثالث إن إنكار القوة يلزم عنه وصف الإنسان الواحد بأنه أعمى وأصم مرات في اليوم أي كلما انقطع من الرؤية والسمع ، والحقيقة أنه راء سامع تارة بالقوة وطوراً بالفعل . الرابع إن ما لا قوة له فهو لا يشمل ، وهؤلاء (۲) (۲) م ۹ ف ه . (4) م ۹ ۰۷