صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على من اقتنع بالعقل والروح والفضيلة أن يصدق بفناء النفس وغلبة المادة و بطلان . الحياة الإنسانية . وكيف لا نعجب بهذا الرجاء وهذا الشوق إلى السماء وهذا الأسف الرائع لأن وحيا إلهيا لم ينزل اليحيل الرجاء الجميل يقيناً وطيدا ؟ نقطة واحدة تشوب هذا المذهب : هي التناسخ ، وق م ، وقد كان في وسع أفلاطون أن يمحوها وهو القائل « إن النفس الحيوانية التي لم تدرك الحقيقة قط لا تستطيع أن تقوم في جسد إنساني » (۱) فكيف تقوم نفس إنسانية في جسم حيواني ؟ نحن نعلم أن التناسخ ركن من أركان مذهبه ( 34 ١،٣٤ - ٣٦ ، ج ) ولكن كان في وسعه أن يضع نفساً للمرأة ونفوساً حيوانية مترتبة بترتب الأنواع ( كما وضع نفسانباتية ) وأن يحصر التناسخ في دائرة النوع : الخيال هو الذي طغى هنا على المنطق ، و يغتفر لأفلاطون أنه كان يصدر عن وجوب التكافؤ بين العمل والجزاء وإيمانه بالعدالة الإلهية . (۱) بدروس من ١٤٩ ( ب ج ).