على مصالحهم، واهتمام في شؤونهم، وحرص على اقامة العدل بينهم والثقة لا تباع ولا تشترى ، بل تكتسب اكتساباً ، وتنال بالعمل الصادق المثمر احداث ثلاثة كبري وتتابعت على مسرح الشرق العربي ، وابن سعود منهمك في توطيد دعائم دولته الجديدة ، أحداث ثلاثة كبرى ، غيرت وبدلت في أوضاعه الخـامة والعامة ، فأفاد منها ، وأحسن استغلالها ، وخرج منها بحصة الاسد . لقد كان اعلان نظام الحكم الدستوري في تركيا سنة ١٣٢٦ ۰٨ (۱۹۰۸) طليعة هذه الاحداث وبريدها ، فقد انبثقت عنه النهضة القومية العربية الجديدة وكان العرب بانتظارها . أما الحادث الثاني فهو اعلان الدولة الايطالية في سنة ١٣٢٨ الحرب على الدولة العثمانية فخرجت منها مهزومة بعدما أضاعت مقاطعة ليبيا وجزر البحر المتوسط ، وقبل أن تنتهي من هذه الحرب ، أعلنت عليها دول البلقان وهي اليونان، وسربيا ، وبلغاريا ، والجبل الاسود مجتمعة ، حربا أخرى سنة 1330 فهز متهـا وطردتها من قارة اوروبا وأفقدتهـا معظم قراها وما يعادل ثلث مالكها . واستغل ابن سعود الفرصة السانحة ، فرصة خروج الدولة التركية منهزمة من الحربين ، فهاجم منطقة و الحـاء النجدية وانتزعها من يدهـا وأعادها الى احضان امها بعد غياب امتد ٤٢ سنة ، فكانت غزوة موفقة ، وحركة بارعة . ابن سعود والحرب العظمى الاولى وما كادت مشكلتها تسوى بينه وبين الترك حتى دقت طبول الحرب العظمي الأولى سنة ١٣٣٢ ه . وكانت هذه ثالثة الاحــداث التي تتابعت وتتالت - ١٤ - -
